الخميس، 7 يناير 2016

ثانيا : توحيد الخاصة :

فالفرض الأول في التوحيد العام هو شهادة لا إله إلا الله ، وقولها بصدق ، وبنية العمل الخالص ...
ليبدأ بعدها توحيد الخاصة من قوله تعالى :( فاعلم أنه لا إله إلا الله) محمد 19:
إذن من العلم بها لا بالشهادة بها فقط..
ولهذا كان علم التوحيد ، وكل الإعجازات المثبتة له ،:
حتى علم اليقين.
وكان أيضا مصطلح توحيد الخاصة عند الصوفية لحد عين اليقين وحق اليقين ، والذي يعنون به توحيد أولياء التصوف قدس الله أسرارهم.
فتوحيد الولي أعمق من توحيد العالم والعابد.
1) فمن هو الولي قرآنا؟ :
لصفات الولي قرآنا نكتفي بقوله تعالى :(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) يونس 64،63،62 :
فمن صفات الولي إذن:
- الأمان من خوف الله تعالى .
- السعادة بالله تعالى .
- الإيمان والتقوى.
- البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وهكذا كان المبشرون العشر من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وكل أوليائه الصالحين قدس الله أسرارهم.
2) ومن هو الولي سنة ؟:
ونكتفي هنا بقوله تعالى في الحديث القدسي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .

ولهذا كانت من صفات الأولياء قدس الله أسرارهم :

- حفظ الله تعالى لهم ودوده عنهم.

- تقربهم لله تعالى بالفرائض  ثم بالنوافل .

- حب الله تعالى لهم ومحبتهم له.

- سمعهم وبصرهم وبطشهم ومشيهم بالله تعالى.

- إستجابة الله تعالى لسؤالهم .  

- إجارة الله لهم.

فتأمل هنا الولي حين يحس فجأة بأنه يرى ويسمع ويتحرك بالله، وبأن كل أدعيته مستجابة :

إنه حال الفناء في الله الذي تحدث عنه أولياء التصوف قدس الله أسرارهم ، وليس فناء في ذاته كما  يتوهم الشكليون بل فناء في محبته ، وفي معاني أسمائه وصفاته ..

ومن هنا كانت كل أوهام الحلول والإتحاد ووحدة الوجود التي للأسف ضعف أمامها بعض الأولياء قدس الله أسرارهم حتى كانت لهم شطحات حركية وقولية ، بل وأخذها على ظاهر أقوالها من ليس منهم ، فظنهم متألهين أو مشركين بالله أو مألهين للكون كما لا زال يتوهم  كل من وقف على ظاهر بعض أقوالهم وأحوالهم وأشعارهم . 

ولهذا كان من توحيد الخاصة :

علم التوحيد لحد علم اليقين في شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم... كما معظم العلماء العاملين.

ثم  أذواق العارفين بالله التي لا تشرح بل تذاق : ( فمن ذاق عرف)..

و( العارف من رأى وذاق لا من علم  فقط).

ولحد توحيد التجليات عن  بصيرة وعن علم وعين وحق يقين.

وكلها مصطلحات قرآنية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق